نحن مع غزة


الإهداءات

العودة   منتديات شباب فلسطين > محطات إدارية > عَـلى الـرَف ْ ~

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-30-2008, 06:57 PM   #1
أبو يقين
زائر


افتراضي مر علينا يوم خالد في قلوب الفلسطينين (17 أكتوبر)

مر علينا يوم خالد في تاريخ الشعب الفلطسني وفي تاريخ النضال الوطني الفلسطيني

يوم 17 أكتوبر


مر علينا يوم خالد في تاريخ الشعب الفلطسني وفي تاريخ



فروانة:17 أكتوبر شكلت قفزة نوعية في العمل العسكري وضربة في العمق لما يسمى بجهاز"الشين بيت"

أصدر الأسير السابق والباحث المتخصص بقضايا الأسرى عبد الناصر عوني فروانة ، اليوم ، تقريراً شاملاً حول ذكرى عملية "السابع عشر من أكتوبر", "تكريما" للاسرى منفذي العملية قال فيه "أن أكثر من أحد عشر ألف أسير فلسطيني يقبعون خلف قضبان السجون الإسرائيلية ، ولكل من هؤلاء معاناته وقصصه ، ولكل منهم حكاياته وبطولاته ، وبينهم الموقوف إدارياً وبدون تهمة ، أو الموقوف وبانتظار المحاكمة الجائرة ، وبينهم المحكوم ومن يقضي حكماً بالسجن لبضعة شهور، أو بالسجن المؤبد لمرة واحدة أو لعدة مرات ، وجميعهم يحتلون مكانةً بارزة لدى شعبهم الذي أنجبهم ، بغض النظر عن حجم الفعل النضالي الذي قام به هذا المعتقل أو ذاك الأسير ، واعتذر فروانة لباقي الأسرى لأنه يسلط الضوء على بعضهم ، ولكنه أكد في الوقت ذاته على "أن ذلك ليس تقليلاً من شأن الآخرين لأنهم جميعاً مناضلون ويعيشون ظروفاً قاسية ويعتبرون طليعة الشعب الفلسطيني ، وهم جميعاً ضحوا من أجلنا ومن أجل تحرير فلسطين وحريتنا وحرية أطفالنا ، ومن واجبنا أن نضحي من أجلهم ومن أجل حريتهم ."

واعتبر فروانة أن السابع عشر من أكتوبر يوماً "زلزل أركان الإحتلال ومؤسساته المختلفة وعلى كافة مستوياتها "، مؤكداً أنه يوم ليس ككل الأيام في قاموس النضال الوطني الفلسطيني عامة ، وقاموس المقاومة الفلسطينية المسلحة خاصة "، واضاف "من هنا جاءت مبادرته للمساهمة في إحيائه بجهوده الفردية وبدوافع وطنية بحتة وحباً في الرجال واحتراماً لبطولاتهم ، و تكريماً لهم ، للاسرى الأبطال الذين نفذوا في ذاك اليوم أروع العمليات وأكثرها جرأة ، والأولى من نوعها في تاريخ الثورة الفلسطينية المعاصرة ، فحقاً كان القرعان وأبو غلمة والأسمر والريماوي ومن خلفهم سعدات ورفاقهم أبناء الأم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين رجال في زمن عز فيه الرجال ، وتمكنوا بالفعل لا بالقول من الثأر في ذكرى الأربعين لإستشهاد قائدهم وأمينهم العام أبو علي مصطفى الذي اغتالته طائرات الأباتش الإسرائيلية وهو في مكتبه برام الله ."

من هي الجبهة الشعبية ؟

وأضاف فروانه بأنه لا يمكن الحديث عن العملية والأسرى منفذيها دون التطرق وبايجاز للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي أنجبت هؤلاء وصقلتهم ، هذا الفصيل الذي يعتبر واحد من فصائل العمل الوطني الفلسطيني وأعمدته الأساسية ، وتأسست الجبهة كما يقول فروانة في تقريره على أيدي مجموعة من قيادات حركة القوميين وفي مقدمتهم د. جورج حبش وانطلقت عقب هزيمة يونيو عام 1967 ، في الحادي عشر من ديسمبر عام 1967 ، كامتداد لحركة القوميين العرب ، وشكلت رافعة أساسية هامة للنضال الوطني الفلسطيني ، وغدت الفصيل الثاني على الساحة الفلسطينية وفي منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ، واستطاعت بتميزها الفكري والسياسي والعسكري أن تسطر لنفسها ولشعبها وقضاياه العادلة تاريخاً مشرقاً ، حافلاً بالعطاء المتميز والمواقف البطولية والعمليات الجريئة النوعية ."

ولفت فروانة في تقريره الى أنها قدمت خلال "مسيرتها العريقة آلاف الشهداء والجرحى في كافة الميادين ، ومن الشهداء قادة أمثال أبو علي مصطفى وربحي حداد ، باسل الكبيسي وغسان كنفاني ، وديع حداد وجيفارا غزة ، ولم تتخاذل أو تتنازل يوماً ، بل كانت السباقة دوماً في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني العادلة وعن كرامته المسلوبة ، ويشهد الجميع على أنها لعبت دوراً رائداً في كافة المعارك التي خاضتها الثورة الفلسطينية المعاصرة بجانب حركة فتح وباقي الفصائل الأخرى ، وكانت تعتبر أن الصراع الأساسي هو مع الإحتلال ، ولم تدخل يوماً في صراع مع فتح التي اختلفت معها كثيراً ، أو أي من الفصائل الأخرى ، وللحكيم في هذا الصدد مقولة مشهورة ( مجرم كل من يفتعل الإقتتال ومن يغذيه ، فالإقتتال خط أحمر لا يمكن تجاوزه ) ، لهذا بقيت بنادقها نظيفة ، وسلاحها مشرع في وجه الإحتلال ، ليس هذا فحسب بل لعبت دوراً مركزياً في تعزيز وحدة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية والوحدة الداخلية للفصائل ، ولم تغذِ يوماً أي خلاف داخل احدى الفصائل ، ويحضرني هنا ما قاله الشهيد أبو عمار " لكل ثورة حكيم وحكيم ثورتنا هو الحكيم جورج حبش " .

وتطرق الباحث فروانة الى الإعتقالات موضحاً أن عشرات الآلاف من رفاقها وكوادرها وقادتها ، تعرضوا للإعتقال وذاقوا مرارة السجن وقسوة السجان الإسرائيلي ، وتميزوا بعطائهم داخل الأسر وحنكتهم في قيادة الأسرى ، وشاركوا بفاعلية مع إخوانهم في فتح والفصائل الأخرى في التصدي لممارسات إدارة السجون ، والنضال من أجل صون كرامة الأسير الفلسطيني والإرتقاء بمستواه الفكري والثقافي والسياسي وحتى العسكري .

تميزوا في الصمود في التحقيق واعتبروا أن .. الإعتراف خيانة ؟

وأكد فروانة أن التجربة داخل أقبية التحقيق تميزت بها الشعبية عن غيرها وحققت انتصارات عديدة فردية وجماعية ، وكانت فلسفتهم تقول " أن الإعتراف خيانة " ، وتابع فروانة أن الجبهة الشعبية ركزت على هذا الجانب في صقلها وبنائها لأعضاها واصدرت في هذا الصدد عشرات الكتب والدراسات والكتيبات والنشرات التي تناولت أساليب التحقيق وأهمية الصمود أمام المحقق وخطورة الإعتراف .

وكشف فروانة وهو باحث متخصص بقضايا الأسرى والمعتقلين ، أن الأمر لم يقتصر على التثقيف والتوعية ، بل امتد ليشمل المتابعة والمحاسبة ، حيث كانت الشعبية تكافئ من يصمد وتحاسب كل من يقدم اعترافات للمحققين حتى وان كانت اعترافات جزئية ، وكل حسب موقعه التنظيمي ، ونتاجاً لذلك سطر رفاقها صوراً رائعة في الصمود لا تعد ولا تحصى ، و حملوا أوسمة العز والفخار من أكاديمية الصمود الأسطوري ."

وقدمت الجبهة في هذا المجال العديد من الشهداء ذكر فروانة بعضهم على سبيل المثال لا الحصر ابراهيم الراعي ومصطفى عكاوي ومحمد الخواجا ..إلخ ، وفي بعض " الضربات " كان الصمود هو القاعدة والإعتراف استثناء .

تميزت بعملياتها العسكرية ..

وحول دورها العسكري يقول الباحث عبد الناصر فروانة في تقريره أن الجبهة الشعبية نفذت عمليات عسكرية رائعة ، وتميزت في بعضها واحتكرت بعض التجارب ، فسجلها العسكري حافل بعمليات خطف الطائرات وعمليات تفجير السفارات واقتحام المطارات واختطاف الباصات والتفجيرات والعمليات الإستشهادية والمواجهات المباشرة ووضع العبوات ، ويتابع فروانة أنه لا يمكننا سرد تاريخها العسكري العريق ولكن بايجاز يمكن القول أنها قدمت أول شهيدة عسكرية في الثورة الفلسطينية المعاصرة هي الشهيدة شادية أبو غزالة التي استشهدت عام 1968 ، كما أنها أول من نفذ بنجاح خطف الطائرات واحتجاز ركابها رهائن بقيادة الشهيد وديع حداد ، و ليلى خالد، وهي أول من أجرت عملية تبادل للأسرى مع الإحتلال الإسرائيلي عام 1968 ، بعد أن تمكنت احدى مجموعاتها من خطف احدى الطائرات وانزالها في الجزائر ، وهي أول من خطف جندي اسرائيلي وحجزته في أحدى المناطق الفلسطينية عام 1978 لمبادلته بأسرى ومن ثم تم قتله بعد فشل نقله للخارج ، وهي أول من قتل وزير اسرائيلي " رحبعام زئيفي " ، بالإضافة لعمليات عنتيبي ، ومطار الللد عام 1973 ، وتجربة جيفارا غزة في السبعينات حينما اعترف موشيه ديان حينذاك قائلاً " نحن نسيطر على غزة في النهار، والجبهة الشعبية تسيطر عليها ليلاً " ، وتجربة أبو منصور في جبال الخليل ، وصمود قواتها في صور عام 1978 ومنع قوات الإحتلال الإسرائيلي من احتلالها ، و نضالات أبو أمل في تل الزعتر , وعملية خطف الباص الإسرائيلي رقم 300 بركابه من عسقلان الى رفح بهدف الخروج بهم لمصر ومبادلتهم بأسرى عام 1984 ، وعملية الغرباوي عام 1985 ...إلخ

وخلال الإنتفاضة الأولى نفذت الجبهة عمليات نوعية في فلسطين ضد الإحتلال ومؤسساته وقنص جنوده وقتل عملائه ، كما يذكر فروانة في تقريره ، ويضيف أن الإنتفاضة لم تنسى قادتها الشهداء الرفاق ( النسور الحمر ) أيمن الرزة في نابلس وأبو عرب في جنين وعادل موسى وسمير شعت في غزة ، كما وأشار الباحث أن الشعبية نفذت عمليات مساندة من الجنوب اللبناني وأبرزها كانت عام 1990 حينما تمكنت احدى مجموعاتها من قتل خمسة جنود اسرائيليين حسب اعتراف الاحتلال آنذاك .

وحول دورها العسكري خلال إنتفاضة الأقصى يقول الباحث فروانة "أن كافة المؤشرات والتقارير والأنباء تؤكد أن دور الشعبية العسكري شهد تراجعاً ولا يتناسب وتاريخها ومكانتها"، وتابع فروانة بالقول لكنه دور لا بأس به ويتناسب مع تراجع حضورها وقوتها بشكل عام ، ولكن والحديث لفروانة برغم أن عملياتها محدودة مقياساً مع الفصائل الأخرى كحركة فتح وحماس والجهاد الإسلامي ، لكنها كانت عمليات نوعية تمثلت بقنص الجنود وقتل مستوطنين واطلاق الصواريخ وقذائف الهاون من قطاع غزة ، وتفجير العبوات الناسفة في الضفة والقطاع وصمود نوعي في التصدي لقوات الإحتلال ، وعمليات استشهادية ضد المستوطنات ، و تفجير السيارات في القدس و تل أبيب و مطار اللد و أسفل سجن مجدو ، و تفجير محني يهودا ، واستحضر فروانة بعض شهداء كتائب أبو علي مصطفى الذين استشهدوا خلال انتفاضة الأقصى أمثال رائد نزال ونضال سلامة ، ويامن فرج وأمجد مليطات ، واسماعيل السعيدني ، والإستشهادي فؤاد أبو سرية ، والقصاص وبشار حنني وناصر مبروك ، ولسان حالها كان دائماً يقول " لا خيار سوى خيار الكفاح المسلح وخيار المقاومة والعدو لا يعرف سوى لغة القوة " .

و استطرد فروانة حديثه قائلاً : أن الشعبية كانت تدرك دائماً تبعات أي عملية عسكرية وردة الفعل الإسرائيلية ، وبالرغم من ذلك كانت تقول " أن الضربة التي لا تميتنا .. تزيدنا قوة " ، وكان كل همها الإرتقاء بالعمل العسكري ، فمثلاً حاولت أكثر من مرة استهداف أيهود اولمرت ( رئيس الوزراء الحالي ) الذي كان يشغل آنذاك رئيس بلدية القدس المحتلة ، إلا انه كان ينجو في كل مرة ، كما أقدمت في أول الانتفاضة علي محاولة اغتيال شاؤل موفاز في غزة إلا أن الرصاصة مرت بجوار أذنه هو و بن اليعيزار في مغتصبة كفار داروم .

اغتيال أمينها العام أبى علي مصطفى

ويسلط فروانة الضوء على فترة ما بعد اغتيال أمينها العام فيقول ، في السابع والعشرون من أغسطس عام 2001 ، أقدمت قوات الإحتلال الإسرائيلية على ارتكاب جريمة بشعة تمثلت باغتيال أبو على مصطفى الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، من خلال قصف مكتبه في رام الله بصواريخ الأباتشي الإسرائيلية ، الأمريكية الصنع، وهو بذلك يكون أول أمين عام لفصيل من منظمة التحرير الفلسطينية يتم اغتياله و أرفع مسئول سياسي فلسطيني تغتاله " إسرائيل " ، منذ اندلاع انتفاضة الأقصى ، مبيناً أن أبو علي الذي ولد عام 1938 فى بلدة عرابة بجنين ، هو قائد وطني وقومي عظيم قلما شهد التاريخ الفلسطيني والعربي أمثاله ، مستذكراً ما قاله أبو علي فور عودته للأراضى الفلسطينية المحتلة بعد اتفاق أوسلو " جئنا لنقاوم .. لا لنساوم " ، وخلال المؤتمر السادس للجبهة فى أبريل 2000 ، تم انتخابه أميناً عاماً خلفاً لسلفه الدكتور جورج حبش الذي قدم استقالته طواعية في خطوة هي الأولى من نوعها فلسطينياً وحتى عربياً ، ليفسح المجال للآخرين ، فلم يسبق لزعيم فلسطيني أو عربي أن تنحى طواعية عن كرسي الزعامة أو الرئاسة .

ويضيف فروانة أنه وفي تحدي صارخ لقوات الإحتلال وأجهزته الأمنية انتخبت المكتب السياسي للجبهة الشعبية أحمد سعدات ، أميناً عاماً للجبهة الشعبية خلفاً للشهيد أبو على مصطفى ، والذي كان مطلوباً لقوات الإحتلال منذ أكثر من عشرة أعوام .

الجبهة الشعبية إن قالت فعلت وان وعدت أوفت ..

وأوضح الباحث فروانة أنه وفور انتخابه وخلال حفل تأبين الشهيد أبو علي مصطفى أعلن الأمين العام الجديد أحمد سعدات عن عزم الجبهة الشعبية الثأر لأمينها العام الشهيد أبو علي بشكل يليق بالشهيد ومكانته الوطنية والقومية بشكل عام ولرفاقه بشكل خاص وقال حينها " العين بالعين و السن بالسن و الرأس بالرأس " .

وذكر التقرير أن بيان آخر لكتائب الجبهة الشعبية ورد فيه " بان الرد علي اغتيال القائد ابو علي مصطفى سيكون موجعا جداً و لم يسبق له مثيل " .

هذا الإعلان كما يقول فروانة في تقريره ، اعتبره البعض مجرد ردة فعل لحظية لا تستطيع الجبهة ترجمته ، خاصة وأن الجبهة كانت تمر بظروف صعبة ، والبعض الآخر اعتبر أن الرد سيكون عادياً من خلال عملية عادية هنا أوهناك ، ولاحقاً اعتقد الجميع أن الرد تمثل في قتل المستوطن في نابلس بعد أيام من الوعد .

ولكن للجبهة الشعبية كان رأي آخر ، ويؤكد فروانة أن كافة المعطيات تشير أن الجبهة تظهر على حقيقتها ، في المعارك الحقيقية ، و تتميز في الأوقات الصعبة والظروف الدقيقة ، وان قالت فعلت وان وعدت أوفت بوعدها .

وخلال احياء الذكرى الأربعين لإستشهاد أبو علي ، وبالتحديد في مثل هذا اليوم السابع عشر من أكتوبر ، كان الزلزال الذي زلزل أركان الأمن الإسرائيلي ، وشكل ضربة موجعة جداً لأجهزة الأمن الإسرائيلية بكل أفرعها ومستوياتها ، ضربة لم يسبق ان تلقتها حكومة الإحتلال منذ إحتلالها لفلسطين .

اغتيال وزير السياحة الإسرائيلي رحبعام زئيفي

وبهذا الصدد أوضح فروانة أن في هذا اليوم تمكنت احدى مجموعات الجبهة الشعبية من اغتيال وزير السياحة الإسرائيلي المتطرف " رحبعام زئيفي " في فندق (حياة ريجنسي ) في القدس، عبر مسدس مزود بكاتم الصوت.

وتناول الباحث فروانة ظروف العملية ، وتحدث التقرير عن قيام المجموعة باستخدام وثائق مزورة واستئجار غرفة في فندق (حياة ريجنسي ) في القدس ، والذي يخضع لحراسات واجراءات أمنية مشددة ، و كان الوزير الإسرائيلي " رحبعام زئيفي " أحد نزلائه .

وبعد أن حجزوا الغرفة تمكن المعتقل حمدي قرعان في صبيحة اليوم التالي من تشخيص زئيفي في قاعة الافطار ومن ثم انتظره قرب غرفته في الطابق الثامن ، وتولى رفيقه باسل الأسمر التغطية على قرعان فيما كان محمد فهمي الريماوي بانتظارهما في الخارج على اهبة الاستعداد للفرار من المكان .. وحينما اقترب زئيفي من غرفته في الساعة السابعة صباحاً ، ناداه قرعان وما ان التفت الوزير الاسرائيلي حتى بادره قرعان برصاصة في الرأس من مسدس مزود بكاتم للصوت ورصاصتين بالقلب من مسافة قريبة اردته قتيلا ، وتمكن أفراد المجموعة من الفرار للمناطق التي تخضع للسلطة الوطنية الفلسطينية ، فيما تمكنت قوات الإحتلال من اعتقال محمد فهمي الريماوي أحد أفراد المجموعة بعد ايام قلائل من العملية .

الوزير زئيفي هو أرفع سياسي اسرائيلي يقتل على أيدي منظمة فلسطينية

وبهذا الصدد يقول فروانة أن هذه العملية شكلت ضربة موجعة لأجهزة الأمن الإسرائيلية ، لا سيما وأن فندق ( حياة ريجنسي ) لا يبعد عن قيادة الشرطة الاسرائيلية في القدس وعن معسكر اخر في منطقة رامات اشكول ، سوى مئات الامتار ، واعتبر فروانة أن العملية ومن الناحية التقنية شكلت قفزة نوعية من حيث العمل العسكري وضربة في العمق لعمل جهازالشين بيت الاسرائيلي .

وأكد فروانة أن عملية قتل وزير السياحة رحبعام زئيفي (74 سنة) وزعيم حزب الاتحاد الوطني اليميني المتطرف الذي كان يدعو الى ترحيل الفلسطينيين الى البلدان العربية، هي الاولى من نوعها لوزير اسرائيلي على يد فلسطينيين وعرب ، فلم يسبق لأي منظمة فلسطينية أو عربية أن قتلت وزير اسرائيلي أو قائد سياسي اسرائيلي رفيع بهذا المستوى ، وهذا ما أربك أجهزة الإحتلال .

وتابع فروانة بالقول أن الجبهة الشعبية تكون بذلك ومن خلال جهازها العسكري " كتائب الشهيد ابو علي مصطفى " قد أوفت بوعدها بالانتقام لقائدها وأمينها العام الشهيد أبو علي و لدماء كافة الشهداء .

وحول موقف الحكومة الاسرائيلية ، اشار التقرير أنها حملت على لسان رئيس الوزراء الاسرائيلي آنذاك ارئيل شارون الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات رحمه الله " المسؤولية الكاملة " عن اغتيال الوزير زئيفي ، وقال آنذاك " سنخوض حربا بلا هوادة على الارهابيين " وطالب السلطة الوطنية البحث عن منفذي العملية واعتقالهم .

ومن هنا بدأت الملاحقة لأفراد المجموعة وللأمين العام الجديد أحمد سعدات ،فقوات الإحتلال الإسرائيلي شنت حملة اعتقالات واسعة ، والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات أعطى تعليماته بالقاء القبض على قتلة زئيفي .

وخال تلك الفترة وما بعدها تلقت الجبهة ضربات عدة طالت اعتقال واستشهاد بعض قيادتها وكوادرها.

تمر قوافل الابطال إما الى القبور و إما الى السجون

وبين التقرير أنه بالفعل في منتصف يناير/كانون الثاني 2002 أقدمت السلطة الفلسطينية من خلال أجهزتها الأمنية على اعتقال سعدات مع أربعة من أعضاء الجبهة الشعبية وهم حمدي قرعان ، وباسل الأسمر ومجدي الريماوي ، وقائد الجناح العسكري عاهد أبو غلمة ، وتم احتجازهم في سجن المقاطعة برام الله ، و أصدرت المحكمة الفلسطينية قرارات بالسجن لفترات مختلفة بحق أفراد المجموعة .

وأوضح فروانة إلى أن صفقة فلسطينية – اسرائيلية و برعاية أمريكية - بريطانية ، قد أبرمت في مايو 2002 ، تنص على نقل جميع المعتقلين بمن فيه سعدات الى سجن أريحا واحتجازهم هناك تحت حراسة أمريكية - بريطانية ، مقابل رفع الحصار عن مقر المقاطعة وعن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات .

مضيفاً أنه في يونيو / حزيران 2002 أمرت المحكمة العليا الفلسطينية بإطلاق سراح سعدات ، وقالت في حيثيات القرار إنه لا يوجد دليل يربطه باغتيال زئيفي ، وهدد مسؤولون إسرائيليون وقتها بقتل سعدات إذا خرج من السجن ، وبالتالي بررت السلطة الوطنية رسميا عدم اطلاق سراحه بهدف تامين الحماية له ، فبقى سعدات ورفاقه معتقلين ، وفي يناير 2006 انتخب سعدات عضواً في المجلس التشريعي الفلسطيني على رأس قائمة الشهيد أبو علي مصطفى التابعة للجبهة الشعبية .

وانتقد عبد الناصر فروانة في تقريره الموقف الأمريكي – البريطاني والمتمثل بتواطؤ حراس سجن أريحا مع قوات الإحتلال الإسرائيلي واختفائهم قبل أيام من الإجتياح الإسرائيلي للسجن بتاريخ 14 آذار عام 2006 ، مما مكن قوات الإحتلال الإسرائيلي من مهاجمة سجن أريحا و اختطاف العشرات من المعتقلين العزل وفي مقدمتهم القائد سعدات ورفاقه الأربعة الآخرين ، ومن ثم نقلوا الى مقابر الأحياء الإسرائيلية المسمية بالسجون .

وتعقيباً على ذلك يقول فروانة ، نعم تمر قوافل الابطال اما الى القبور و اما الى السجون ، ومن يعتقد أن الثورة قد أفل نجمها ، فاما أن يكون خائناً أو جباناً ، فالثورة قوية كالفولاذ ، وهاجة كالشمس ، حمراء كالجمر ، فالثورة لا زالت مستمرة .

لم تكن العملية النوعية الأخيرة

وأشار التقرير أنه وبالرغم من الثمن الباهظ الذي دفعته الجبهة عقب ذلك ، إلا أن تلك العملية لم تكن العملية النوعية الأخيرة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، فبتاريخ 10/4/2005م ، اعتقلت قوات الإحتلال ثلاث أعضاء من كتائب الشهيد أبو علي مصطفى خططوا لاغتيال الحاخام المتطرف عوفاديا يوسيف زعيم حركة شاس ، واسترشد فروانة في تقريره بما قالته صحيفة يديعوت الإسرائيلية " أنهم خططوا للعملية جيداً ، حيث أن المعتقل موسى درويش ، كان يعمل في حانوت خضار مجاور لبيت الحاخام عوفاديا ، ويأتي الى بيت الحاخام بكمية الفاكهة والخضار ، بيد ان الصندوق كان يفترض هذه المرة أن يحتوي بدل الخضار والفواكه على قنبلة تقضي على الحاخام وافراد عائلته ، إلا أنه اعتقل مع اثنين آخرين قبل تنفيذ العملية " وأضافت نفس الصحيفة " أن هؤلاء المعتقلين تلقوا تعليماتهم من قبل زعماء الجبهة الشعبية المعتقلين في سجن أريحا الذين أرادوا من وراء ذلك تكرار سابقة اغتيال الوزير رئيفي" .

أسئلة تتبادر للذهن ..؟

وبعد هذا السرد الموجز لتاريخ الجبهة ولعملية السابع عشر من أكتوبر طرح الباحث عبد الناصر فروانة عدة تساؤلات ، هل لا تزال الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تخطط وتعد لعمليات نوعية كهذه ... ؟ وهل لا زالت تمتلك الإمكانيات والقدرات والجرأة على تنفيذها .. ؟ هل ستحمل الأيام أو الفترات القادمة ، مفاجئات متمثلة بعمليات نوعية من قبل الجبهة كما عودتنا وعودة رفاقها وشعبها ... ؟؟ .

والأهم من كل ذلك هل تفكر الجبهة الشعبية – بل ويجب ان تفكر - في تنفيذ عمليات تكفل وتضمن تحرير الأسرى الأبطال منفذي عملية قتل الوزير الإسرائيلي رحبعام زئيفي... ؟

كل الإحترام للجبهة الشعبية

وفي ختام تقرير أكد فروانة احترامه للجبهة الشعبية قائلاً : نتفق معها كثيراً ، لكننا نختلف معها أحياناً ونتعارض أحياناً أخرى ، إلا أننا سنبقى وبدون أدنى شك ، وبكل تأكيد ، نكن لها كل الإحترام والتقدير ، ونفخر بتاريخها ونعتز بعملياتها الرائعة وبرفاقها الأبطال ، ونأمل أن نراها كما يفترض أن تكون فاعلة ومؤثرة ، ناشطة وقوية .

وتابع فروانة قوله الجبهة الشعبية تاريخٌ ساطعٌ وإرثٌ عريقٌ ليس لأعضائها أو لمن ناضلوا تحت لوائها ولرفاقها فحسب ، بل للشعب الفلسطيني وللأمة العربية عامة ، والواجب الوطني والقومي يقتضي الحفاظ عليها ودعمها ومساندتها بما يخدم المصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني وقضاياه العادلة .
  اقتباس المشاركة
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:23 PM.