الموضوع: الشباب والعصر !
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-04-2011, 03:07 PM   #9
اسد 22
زائر


افتراضي رد: الشباب والعصر !

كان الإسكندر يحمل سيفاً

وكان بين يحمل قلماً

كان الإسكندر سليل سادة الفاتحين

كان بين ممثل البسطاء الكادحين

كان الاسكندر أيام كان التاريخ طفلاً يحبو أو مراهقاً يلهو

وجاء بين والتاريخ يشارف رشده

وعلى الرغم من أن كلا الشعارين (العالم امبراطوريتي )و(العالم قريتي)

قد هتف بهما رجلان من الناس إلا أنهما لم يكونا شعار الرجلين وحدهما

بل كانا شعار عصرين ومرحلتين من التاريخ

بينهما تباين كبير
فأتجاه التاريخ وروح العصر في أيام توم بين تمثل في ايمانه المضيء بان العالم قريته

روح العصر أيام الاسكندر كان شديد الولع بالبطل الفرد عميق الاحترام لحق الفتح

وقوة السيف

وروح العصر أيام توم بين كان فيتح عينيه على بطولات الجماهير وفتح قلبه وعقله لحق

الإنسان وكرامة الحياة

وهكذا نرى حركة التاريخ في يوم تحمل السلاح وتشيد القلاع وفي يوم أخر تحمل الفأس
وتتعهد المزرعة!

وهي لا تسنع هذا عفواً ولا أعتباطاً بل وفق قوانين تقودها وتهديها وتمضي بها
خلال تغير صاعد لا يعرف النكسة ولا الوقوف

لقد جاء في عصر العالم قريتي وفي العصور التالية له من أرادوا أن يرفعوا الشعار القديم

(العالم أمبراطوريتي)فهل كان ذلك يعني أن حركة التاريخ أخطأت ميقاتها؟؟

كلا ولقد كانت صيحة بين (العالم قريتي )فجراً صادقاً لمراحل جديدة في تاريخ البشر

مراحل ستشهد كفاح الإنسان العظيم من اجل بعث (الإخاء الإنساني )بعثاً واضحاً اكيداً

وليس معنى محاولة الماضي التشبت بأرضه وسلطانه أن التاريخ يريد ان يرجع للوراء

لهذا سار مبدأ العالم قريتي كانساً من طريقه كل الرواسب وجميع الفلول والمخلفات

منتصراً على المحاولات الكثيرة المضادة له :تلك المحاولات التي قامت قوية وأخمدت صاغرة !

العالم قريتي عالم جديد إذا بزغ فجره من زمان

ولقد آن لجيلنا أن يدرك هذا جيداً حتى تخلص له الحياة وارفة عادلة آمنة

وآن لكل فرد من البشر أن يحمل تبعاته تجاه هذا الإدراك


لم يعد من حق أحد أن ينسجب إلى داخل نفسه ويقول (ماذا أكون في هذا العالم)

ولا من حق أي شعب أن يفعل ذلك

فكل فرد مهما يبد متواضع الشأن وكل شعب مهما يكون محدود القدرة مغمور المكانة

أقول :كل فرد وكل شعب هو العالم بأسره

وأي شعب مغمور قابع في أقصى مجاهل الأرض وأي فرد لا يرى نفسه شيئاً

مذكورا لا يدري أحد ماذا يكون غداً شأنهما وشأوهما

إننا في عصر الناس عصر البسطاء عصر الرجال العاديين وبين عشية وضحاها

يقفز إلى مقدمة الصفوف شعب كان قبل قفزته بأيام مستعبداً مهيضا!

ويعلوا الرؤس الشامخة رجل كان قبل علوه نكرة مغمورا لا تقع عليه العين في زحام
الحياة

وكم كم كان هتلر سيقهقه ويسخر لو تقدم منه أحد الناس أيام كان يعمل

نقاشاً وقال له أيها النقاش المسكين أعمل لسلام العالم ما أستطعت

فإن سلامه رهن بمشيئتك وسلوكك

أجل كانت هذه النصيحة لو حدثت ستثير سخرية هتلر
وهو يلون جدارا لغرفة بفرشاته لقاء قروش معدودات

وكانت تستوجب الرثاء لقائلها وتدمغه بلوثة العقول!

ومع هذا فما كان شيء يمثل الحق والواقع مثلما تمثله هذه الكلمات

ذلك ان هتلر النقاش لم يبقى نقاشاً بل حمله تيار الحوادث
إلى ذروة الحكم في بلده ألمانيا وجاء يوم أمسك فيه بمصاير العالم

كله وكانت مشيئته وسلوكه هما اللذان حددا موعد الحرب وساعة الدمار!

وكذلك تحول الشعب الألماني الذي كان مصفداً بأغلال (فرساي)

تحول إلى دولة قاهرة آمرة وإلى (ترسانة)كبرى تروع

العالم اجمع بما تلقيه إلى بحاره وأرضه وسمائه من بروج

ومدافع وأساطيل !

كل فرد إذن له خطره
وكل شعب إذن هل دوره

وكلنا نحن الناس العاديين لنا قيمتنا في هذا العالم ولنا دورنا الأكيد

في بقائه عالماً صالحاً ووطناً طيباً

وليس ذلك لأن أيامنا قد يمسك غداً بمصاير الامور فحسب

بل ولأننا نحن الناس العاديين الخالقون الحققيون للحياة

الجاعلون لها معنى وم ثم فنحن المسؤلون الأولون عنها وعن

مستقبلها

ونحن الناس العاديين نكون الرأي العام الذي بلغ في كل أرض أشده

وأستوى وأضحى قادراً على فرض كلمته واحترامه

لم يعد في عالمنا وينبغي ألا يكون في عالمنا مكان ل لويس

آخر يقول أنا الدولة والدولة أنا

ولا حاكم من طراز جيزو يقول كل شيء للشعب ولا شيء للشعب !
وكذلك لا مكان لاسكندر وآخر يقول العالم امبراطوريتي

لا مكان في عالمنا اليوم لغير العاميلين من اجل الحق والخير والحرية والعدل

والسلام ولقد أذن الله للذين أستضعفوا أن يرثوا الأرض مشارقها ومغاربها

يتبع






  اقتباس المشاركة